بدأ استخدام المضادات الحيوية في مزارع الحيوانات مثل الأبقار والخنازير والدواجن في الأربعينات من القرن الماضي من أجل علاج العدوى أو منعها من الانتشار، ولكن مؤخرا ظهرت العديد من الدراسات التي تتحدث عن أخطار وجود متبقيات من المضادات الحيوية داخل أجسام الحيوانات يتسهلكها الإنسان أو يستهلك منتجاتها.
وذلك أدى لارتفاع الأصوات المنادية بأن يتم ضبط إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات ووضع قواعد صارمة من قبل الحكومات للرقابة على هذه الإجراءات، فما القصة وراء ذلك؟
ما هي المضادات الحيوية؟
هي مواد طبيعية أو مصنعة تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية فقط من خلال تثبيط عملها أو قتلها.
لماذا تستخدم المضادات الحيوية في مزارع الحيوانات؟
بداية كانت تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية ثم بدأ استخدامها بجرعات منخفضة في غذاء الحيوانات لتعزيز النمو( growth promoter) وزيادة الإنتاج وتقليل معدل الوفيات بين الحيوانات.
ما هي خطورة استخدام المضادات الحيوية؟
تكمن خطورة استخدام المضادات الحيوية ليس فقط في الاستخدام الخاطئ أو الجرعات العالية ولكن يمتد للأثار المتبقية antibiotic residue بداخل أنسجة اللحوم والألبان والبيض. وهو ما يعني أن هذه المضادات الحيوية تبقى داخل أنسجة الحيوانات أو في حليبها وبيضها، حتى بعد انتهاء فترة العلاج بالمضادات الحيوية.
ما هى خطورة متبقيات المضادات الحيوية؟
تؤثر هذه الرواسب بشكل أساسي على صحة الإنسان ولكن على المدى البعيد وتسبب بعض المشاكل مثل:
- الحساسية و فرط الحساسية allergy & hypersensitivity:
على سبيل المثال إذا تناول شخص مصاب بحساسية تجاه البنسلين أيا من المنتجات الحيوانية التي تحتوي رواسب البنسلين، فقد يختبر أعراض الحساسية مثل الطفح الجلدي أو الإختناق.
- التأثير المسرطن:
تجرى الأبحاث بإستمرار لإختبار التأثير المسرطن للأدوية، وطبقا للمنظمة العالمية لأبحاث السرطان International agency for research on cancer وجد أن مادة metronidazole لها تأثير مسرطن على الحيوانات ولكن ليس على الإنسان.
- مقاومة الأدوية drug resistance:
نتيجة للاستخدام المفرط للمضادات الحيوية تقوم البكتيريا بالتطور ومقاومة هذه الأدوية، وهذا الأمر خطير للغاية لكل من الإنسان والحيوان.
إذا طورت البكتيريا نفسها لتقاوم المضادات الحيوية يعني عدم وجود علاج وتوحش هذه الميكروبات، وقد بدأت هذه المرحلة بالفعل لذلك في الدول المتقدمة تفرض قيود على استخدام المضادات الحيوية في علاج الإنسان ويمنع استخدامها في غذاء الحيوانات.
في الولايات المتحدة أخذت عينات ( دواجن ولحوم ابقارو رومى وخنازير) من حوالي 200 متجر لحوم، وجد أن 20% منها ملوثة بميكروب السالمونيلا وأن 84% منها كانت مقاومة لنوع واحد على الأقل من المضادات الحيوية، في بلاد تحكمها القوانين أما في بلادنا إذا لم يتناول الحيوان جرعات من المضادات الحيوية لا يمكن تناوله!
ماهي خطورة مقاومة الادوية وكيف تنتقل الى البشر ؟
كما اسلفنا الذكر أنه بتطوير سلالات من الميكروبات المقاومة للأدوية لن يتوفر العلاج لهذه الميكروبات وقد يموت الإنسان من نزلة معوية.
من المعروف أن هناك بعض الميكروبات التي تصيب كلا من الإنسان والحيوان وأغلبها من مسببات التسمم الغذائى مثل السالمونيلا والاي كولاي والكلوستريديا وهي ميكروبات منتشرة بكثرة في بيئة الحيوانات، تنتقل إلى الإنسان بالتعامل المباشر أو غير المباشر من خلال المنتجات الحيوانية، فإذا كانت مقاومة للأدوية فعند دخولها جسم الإنسان سيكون من العسير علاجها.
كيف تتأكد من صلاحية المنتجات الحيوية و خلوها من متبقيات المضادات الحيوية؟
بخطوات بسيطة من إتباع إجراءات الأمن الغذائى يمكن تناول الطعام بأمان مثل:
- تأكد من استخدام أواني نظيفة.
- الفصل التام بين اللحوم المطهية و النيئة.
- طبخ الطعام لدرجات حرارة عالية فأغلب الميكروبات تقتل بالحرارة العالية وكذلك الرواسب تتحلل عند درجات الحرارة العالية.
- يجب عدم بقاء الطعام المطهي خارج البراد أكثر من ساعتين.
ما هي فترة الأمان؟
هي الفترة التي يحتاجها جسم الحيوان لكي يتخلص من جميع متبقيات المضاد الحيوي، وهي تختلف باختلاف نوع المضاد الحيوي، لذلك يجب على المربين والشركات أن تمتنع عن تسويق أية منتجات حيوانية إلا إذا اجتازت فترة الأمان، وأصبحت منتجاتها خالية تماما من متبقيات المضادات الحيوية.
المصدر:
https://www.iowafarmbureau.com/Article/Are-there-antibiotics-in-meat